غـدا أسافـر قالـت لـي تودعنـي وللأسى سحـبٌ بالدمـعِ لـم تكِـفِ
وصافحتنـي بكـفّ فـوق معصمِـه نقشُ الخضاب كخط النسخ في الصحف
وددتُ أن يمينـي فيـه قـد بُـتـرتْ كي لا تفارقـه مـن مفصـل الكتِـفِ
فقلـت ـ واختمـرت ـ بالله انتظـري هنيهـةً نتواسـى قبـلَ تنصـرفـي
ومـا السعـادة إلا لحظـة غـمـرت قلبين بالحب في طهرٍ وفـي شـرفِ
فكـم يعـز لقـاء فـيـه تجمعـنـا كهذه خلـوةٌ حتـى علـى الصـدف
قالـت لـدي ظـروف لا تمكنـنـي أما علمتها ، قلت : العفو لـم تصفـي
من لي سـواك حبيـب ورد وجنتـه وجمـر مبسمـه أُذكـي بـه كلفـي
إذا رنـوت بألحـاظ الرضـا بلغـت مني ، مشاعر أنسـي قمـة التـرف
وكلما نظـرت عينـي إليـك جنـت حسنا جديدا به مـن قبـل لـم تطـف
تنـهّـدتْ ودنــتْ إذ ذاك قائـلـة عذري إليك لعمـري منتهـى أسفـي
لو كنت أملك أمـري كنـت قاضيـة عمري جوارك يا من بالحبيـب حفـي
وعشت مسعدةً مـا عشـت راضيـة بمخدع هاهنا لو كـان مـن خصـف
إن أحيى فالصيف ميعاد اللقـاء هنـا وإن أمت فعساني فـي النشـور أفـي
وغـادرت وسـرى قلبـي يلاحقهـا تخطو ويخفق لـم يهـدأ ولـم تقـفِ
أقلـب الفـرش شكـا أن تكـون بـه نار ، ومصدر ناري في الضلوع خفي
غدا تسافـر ويلـي مـن نهـارِ غـدٍ يا ليته أبداً فـي عمـري لـم يـرِفِ
بل ليته مـن سجـل الدهـر مختـرَمٌ ما دام قلبٌ لقلبٍ فـي الغـرام وفـي
أنى أطيق اصطبـارا عـن معذبتـي عاما وفي قربهـا يـزداد بـي كلفـي
لئن صبرت ، وصبر المـرء يورثـه خيرا ، فصبريَ عنها مـورثٌ تلفـي
تقبلو تحياتي